الملك أحمس الأول.. أول ملوك المملكة المصرية الحديثة ومؤسس الأسرة المصرية الملكية 18 | موسوعة تثقف

 

الملك أحمس الأول.. أول ملوك المملكة المصرية الحديثة ومؤسس الأسرة المصرية الملكية 18 | موسوعة تثقف

الملك أحمس الأول.. أول ملوك المملكة المصرية الحديثة ومؤسس الأسرة المصرية الملكية 18 | موسوعة تثقف

الملك أحمس الأول؛ مؤسس الأسرة المصرية الملكية الثامنة عشر، والمملكة المصرية الحديثة، ومحرر مصر من الهكسوس، بعد فترة تمزق طويلة.

ومؤسس الجيش المصري، أقوي جيوش العالم القديم؛ وصانع مجد مصر العسكري، والملك الأول في الأسرة الثامنة عشر؛ الذي أمهل خلفاءه، بإنشاء امبراطورية مصرية عظمي مترامية الأطراف، في الشرق الأدنى القديم.

يسلط موقع "موسوعة تثقف"، الضوء على الملك المصري "أحمس الأول"، مؤسس المملكة المصرية الحديثة، والأسرة المصرية الملكية الثامنة عشر، وأهم إنجازاته، في هذه السطور الأتية.

الملك أحمس الأول وتاريخ نشأته

الملك أحمس، الذي يعنى اسمه، ولد القمر؛ ينحدر من الأسرة المصرية الملكية السابعة عشر بطيبة، عاصمة مصر القديمة، بحَسَبَ موقع ويكيبيديا؛ والدة هو الملك سقنن رع، ووالدته هي الملكة إياح حتب.

كان لدى والدة من الأبناء، ما يتجاوز 12 بما فيهم أحمس؛ تزوج أحمس بالعديد من أخواته، وجعل أخته أحمس نفرتاي، زوجته الرئيسة، وكان زواج الأخوة في مصر القديمة، شائعًا خلال عصر الآسرات؛ وذلك بهدف نقاء العرق الملكي، وسيرًا على خُطا الأسطورة الدينية المصرية القديمة، إيزيس وأوزوريس.

أهم إنجازات الملك أحمس الأول

الملك أحمس الأول؛ هو مؤسس الأسرة المصرية الملكية الثامنة عشر، وكان أحد أمراء الأسرة المصرية الملكية السابعة عشر في طيبة، لكون والده ملك مصر؛ وفي عهد والده، بدأ الصراع بين مصر والهكسوس.

وتعددت التفسيرات، حول دلالات تسمية الهكسوس؛ حيث قال المؤرخ المصري في عصر مصر البطلميه مانيتون؛ إن الهكسوس معناها ملوك الرعاة، وقال المؤرخ يوسف بن متا؛ إن معناها الأسرى الرعاة، وأطلق المصريين القدماء عدة تسميات على الهكسوس، منها وباء الطاعون وغيرها؛ وكلها تسميات، تعكس كره المصريين وبغضهم لهم.

وقد اختلفت الآراء حول موطن الهكسوس الأصلي؛ حيث يرى البعض، أنهم من سلاله آرية من وَسَط آسيا، والبعض يرى، أنهم من أعراب شبه الجزيرة العربية، ويرى آخرون، أنهم من آسيا الغربية.

الملك أحمس الأول وبداية حروب مصر ضد الهكسوس

عندما كان أحمس في السابعة من عمره، قتل والده الملك سقنن رع، في الحرب ضد الهكسوس؛ وعندما بلغ أحمس سن العاشرة، قتل شقيقة الأكبر الملك كامس أيضًا، في الحرب ضد الهكسوس؛ ويعتقد علماء المصريات، أن الملك كامس، حكم لفترة محدودة، تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات فقط.

معارك الملك سقنن رع ضد الهكسوس

وتولى أحمس الأول عرش مصر بعد وفاة أخيه؛ وبعد تولية الحكم، أصبح يعرف باسم، نب يت رع، وتعني، سيد القوة رع؛ أنهي خلال فترة حكمة، غزو الهكسوس، محققًا انتصارات عسكري كبرى، وطردهم من مصر السفلي الدلتا، لتفرض طيبة سيادتها على كامل أراضيها المصرية، والأراضي التي كانت خاضعة لها سابقًا، في فترة المملكة المصرية الوسطي، في النوبة وكنعان.

كما وأعاد الملك أحمس الأول، تنظيم إدارة البلاد؛ وفتحت المحاجر والمناجم، والطرق الجديدة للتجارة، وبدأت مشروعات البناء الضخمة، من النوع الذي لم يجري في ذلك الوقت، منذ عصر المملكة المصرية الوسطي؛ ووضع عهد الملك أحمس الأول، الأسس لعصر المملكة المصرية الحديثة؛ والتي بموجبها وصلت الدولة المصرية ذروتها.

استراتيجيات الجيش المصري تحت قيادة الملك أحمس الأول خلال الحرب

كان الملك سقنن رع، والد الملك أحمس الأول؛ أول من بَدْء بمهاجمة الهكسوس، وإعلانه الحرب عليهم، لطردهم من أرض مصر؛ حيث أعاد تجهيز الجيش المصري لمحاربتهم، لكن ملك الهكسوس علم بذلك، فأرسل إليه يتوعده بالحرب، بحجة أن أفراس النهر في طيبة، تقلق منامه في مصر السفلى الدلتا؛ فغضب الملك سقنن رع، وجمع أمراء مصر العليا الصعيد لمحاربته.

لكنه للأسف؛ قتل في حروبه ضد الهكسوس، فدفعت زوجته الملكة إياح حتب، ابنها الأكبر، الملك كامس، لقيادة الجيوش المصرية، في الحرب ضد الهكسوس؛ الذي حقق انتصارات رائعه، وطهر مصر العليا الصعيد من الهكسوس.

معارك الملك كامس ضد الهكسوس

ولكنة قتل أيضًا في معاركة ضد الهكسوس؛ فدفعت الملك إياح حتب من جديد، بابنها الأصغر الملك أحمس الأول، من أجل استكمال مسيرة حروب التحرير، والقضاء على الهكسوس وطردهم خارج مصر.

وقد نجح الملك أحمس الأول، في أستكمال مسيرة والدة وشقيقة الأكبر؛ وحرر الأراضي المصرية من الهكسوس، وكان للملكه المصرية إياح حتب، دورًا مؤثرًا وكبيرًا، في القضاء على الهكسوس؛ حيث حاول الملك أحمس، تفادي الأخطاء السابقة خلال المعارك، لوالدة وشقيقة الأكبر؛ وتمكن من تنظيم استراتيجيات وتكتيكات عسكرية مصرية جديدة؛ أدت في النهاية، إلى انتصار الجيش المصري، وتحرير مصر من الغزاة.

حيث قام الملك أحمس، بتطوير الجيش المصري، فأدخل العجلات الحربية، كسلاح جديد للجيش المصري؛ التي كان يستخدمها الهكسوس، والتي كانت أحد أسباب تفوق الهكسوس على القوات المصرية.

معارك الملك أحمس الأول ضد الهكسوس

كما وطور أحمس من الأسلحة الحربية؛ واستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم، ثم بدأ بمحاربة الهكسوس، بدًا من مصر العليا، وألتف حوله الشعب، فقام بتدريبهم بكفاءة، حتى أصبحوا محاربين أقوياء ومهرة؛ ظل الملك أحمس الأول يحارب الهكسوس من مصر العليا، حتى وصل إلى عاصمتهم في مصر السفلى الدلتا، التي أقامها الهكسوس في مدينة الزقازيق الحالية، وكانت تسمى حينها أورايس، وهزمهم هناك؛ ثم لحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين، وشتت شملهم هناك، حتى استسلموا، ولم يظهر الهكسوس من بعدها في التاريخ أبدًا.

وقد كانت هذه المعركة حوالي العام 1580 قبل الميلاد، ولم يرجع الملك أحمس إلى طيبة؛ حتى اطمأن على حدود مصر الشرقية من هجماتهم، بعد القضاء عليهم.

حروب الجيش المصري تحت قيادة الملك أحمس الأول

بعد طرد الهكسوس؛ وصل أحمس والجيش المصري إلى بلاد فينيقيا، كما وهاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى، إلى المملكة المصرية، التي وصلت حدودها جنوبًا، إلى الشلال الثاني، ورسمت حروب الجيش المصري في عصر الملك أحمس الأول، في مقبرتين لـ2 من قادة الجيش المصري؛ هما أحمس بن إيباره، وأحمس بن ما خبت.

وهما قائدين، من القادة العسكريين للجيش المصري، في عهد الملك أحمس؛ ولم يعثر علماء الآثار، على وثيقة ملكية من عهد أحمس، توضح قصة طرده للهكسوس، غير أننا عرفنا قصة هذا النضال المجيد؛ من خلال برديات السيرة الذاتية، لهذين القائدين؛ وفي هذا ما يؤكد، أهمية السير الذاتية في مصر القديمة، واستخدامها كوثيقة للتاريخ.

عصر الملك أحمس الأول وإدارة المملكة المصرية الحديثة

بعد انتصار الملك أحمس في حروبه لطرد الأعداء، وتأمين حدود مصر؛ وجهة اهتمامه إلى الشئون الداخلية، التي كانت متهدمه خلال فترة احتلال الهكسوس لمصر؛ فأصلح نظام الضرائب، وأعاد فتح الطرق التجارية، وأصلح القنوات المائية ونظام الري؛ ولم ينسى أحمس أن يشيد بدور والدته الملكة إياح حتب، التي لعبت دورًا مهمًا في حياه زوجها وولدها.

الملكة إياح حتب والدة الملك أحمس الأول

وتشير لوحة في معابد الكرنك، إلى دورها العسكري؛ حيث كانت تقود الجيوش المصرية، وتهتم بشئون مصر، وعثر في مقبرتها على بلطة وخنجر، وفي هذا ما يظهر دور هذه الملكة العسكري، في تلك الفترة.

وأشاد أحمس أيضًا، بجدته الملكة تتى شيري؛ وأعمالها المهمة لمصر، في لوحة أقامها لها في أبيدوس، كما وشيد ضريحًا ملكي لها هناك؛ كما أعاد بناء المعابد التي تحطمت، واتخذ من طيبة عاصمة للدولة المصرية الجديدة، وكان الإله آمون، الآله الرسمي لمصر في عصرة؛ مما جعل المؤرخين البطالمة وعلماء الآثار المعاصرون؛ مؤسس المملكة المصرية الحديثة.

وفاة الملك أحمس واكتشاف مومياءه

وأستمر حكم الملك أحمس لمدة 25 عام، إلى أن توفي وعمره تقريبًا 35 عام، ويعتقد أن للملك أحمس الأول، مقبرتان؛ إحداهما في أبيدوس، وتتكون من معبد منحدر، وقبرة جنائزية وبقايا هرم، اكتشف عام 1899م، والأخرى في طيبة، وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص.

وقد اكتشفت مومياءه، عام 1881م، في خبيئة الدير البحري مع مومياوات بعض من ملوك الأسرة الثامنة عشر، والتاسعة عشر، والحادية والعشرين؛ وكان طول المومياء 163 سم، ولها وجه صغير نسبيًا، بالقياس مع حجم الصدر.

يعد الملك المصري العظيم أحمس الأول؛ من القادة العسكريين المصريين، الذين فطنوا، إلى أن طرد أعداء مصر، لن يأتي، إلا من خلال أدوات حربية متطورة؛ وذلك ما مكنة من هزيمة الهكسوس شر هزيمة، حتى طور مفهوم السلام بعد حرب التحرير المصرية، بقيادة أحمس؛ ليصبح سلام له قوة تفرضه وتحميه، وتمنع الغزاة الأجانب، من مجرد التفكير في الإغارة على مصر؛ ليبدأ بذلك عصر الدولة الحديثة، عصر الامبراطورية المصرية، التي وسعت حدود مصر القديمة، من نهر الفرات بالعراق شرقًا، إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبًا.

لمتابعة المقال السابق اضغط هنا (دول وقارات | ماذا سيحدث إذا اتحدت قارات العالم)

حسام السيد جمال النجار

كاتب وباحث بالعلوم الطبيعية والاجتماعية


comments

أحدث أقدم