الملك مينا أول ملوك مصر الفرعونية 3200 قبل الميلاد
.. مؤسس الدولة المصرية وأول ملوك الأسرة المصرية الملكية الأولى | موسوعة تثقف
الملك
مينا أول ملوك مصر الفرعونية 3200 قبل الميلاد؛ هو مؤسس الدولة
المصرية، وصاحب الفضل الأول في نشأه الحضارة المصرية الفرعونية القديمة؛ حيث استطاع
أن يوحد مملكة الشمال ومملكة الجَنُوب في دولة واحدة، في عام 3200 قبل الميلاد.
ولهذا
لُقب بالألقاب العديدة؛ مثل ملك الأرضين، وصاحب التاجين، نشر الجَنُوب، ثعبان الشمال؛
وبذلك أصبح مؤسس أول أسرة مصرية ملكية حاكمة في تاريخ مصر الفرعونية، بل حتى في تاريخ
العالم أجمع؛ وارتدا التاج المزدوج، لمملكتي الشمال والجنوب.
يقدم موقع "موسوعة تثقف" في هذا المقال التاريخي؛ تاريخ الملك مينا،
مؤسس الدولة المصرية، وأول ملوك الأسرة المصرية الملكية الأولي؛ في هذه السطور الأتية.
الملك مينا أول ملوك مصر الفرعونية 3200 قبل الميلاد..
والدراسات التاريخية المختلفة حوله
بحسب
موقع ويكيبيديا؛ يعرف اسم الملك مينا، في بعض الكتابات المصرية القديمة؛ باسم ميني،
قبل أن يعرف بالاسم الرائج، مينا؛ ومن الغريب أن كلمة ميني، تعني في اللغة المصرية
القديمة، يؤسس أو يشيد؛ فكأن المصريين، يريدون أن يبجلوا عمله في اسمه؛ أما في
اللغة القبطية المصرية، فهي تعني ثابت، أو راسخ.
استحوذت
شخصية الملك مينا، على مساحة من الجدل الكبير، عند علماء المصريات؛ فالبعض ينسبه إلى
الفرعون، حور عحا، والبعض الأخر، ينسبه إلى الفرعون نارمر.
الملك
مينا، كان حاد الذكاء؛ فبعد تولية السلطة، فكر في اختيار موقع يتوسط مملكة الشمال،
ومملكة الجَنُوب، ليستطيع منه أن يحكم مصر؛ فأنشأ قلعة كبيرة، محاطة بسور أبيض، وأطلق
عليها اسم، من نفر، وهي كلمه تعني، الميناء الجميل، أو الجدار الأبيض؛ والغريب في الأمر،
أن جزء من هذا الجدار، متبقي إلى الآن.
فكانت
القلعة، هي عاصمة مصر في الدولة القديمة؛ ثم سميت في عصر الامبراطورية المصرية
البطليمة، ممفيس، أو طريق الكباش؛ ثم أطلق علها العرب عبد غزو مصر، اسم منف.
الملك مينا أول ملوك مصر الفرعونية 3200 قبل الميلاد..
وبداية تأسيس الدولة المصرية
اجتمع
الملك مينا، بقيادات جيش مصر العليا؛ وبعد أن اكتملت له عناصر القوة، بانضمام شباب
مملكة مصر العليا، إلى صفوف الجيش، بعد أن أتموا تدريبهم؛ كان لا ينقصهم سوى إشارة
من الملك مينا، ليسقطوا الحاكم المُستبد في مصر السفلى، ويرفعوا عن المصريين في مملكة
مصر السفلى؛ الظلم والزلة، ويضعون على رأس مينا، التاج المزدوج.
وبعد عدة
شهور؛ خرج الجيش وانتظمت صفوفه، حاملين الأعلام، ضاربين طبول الحرب؛ وعندما أصبح جيش
مصر العليا خارج المدينة، أصدر الملك مينا أوامره؛ فانقسموا إلى قسمين؛ ركبت إحداهما
النيل، في مراكب خاصة؛ في حين صارت الأخرى، في محاذاة النيل، على مرمى البصر من
الأولى.
أحتشد
جيش مصر السفلى، لمحاربة مينا، وهو في المقدمة، على رأس جيشه؛ يوزع الموت على أعدائه،
ببلطته الكبيرة، التي يحملها بيده اليمني، ويحمل درعة الثقيل بيده اليسرى؛ كما تصور
لوحة مينا الشهيرة؛ حتى تفرقت وتشتتت صفوف جيش الشمال.
شق الملك
مينا طريقهم، إلى رئيسهم، واش، فضربة ضربة أطاحت بسلاحه وقضت علية؛ فوقع جيش الشمال،
بموت قائدة؛ وبذلك النصر، تحقق أمل الملك مينا، وأصبحت مصر دولة واحدة قوية، ذات جيش
واحد، هو الأقوى في العالم حينها، وحاكم واحد، ليس له مثيل.
الملك مينا أول ملوك مصر الفرعونية ومشاريع البناء والنهضة
واتحد
القطران بعد طول فِرْقَة؛ وتلاقى الشعبان بعد طول انتظار، وقد أعقب ذلك الانتصار الذي
قام به الملك مينا؛ تطورًا هائلًا في الدولة المصرية، وتبلورًا في مبادئ الحكومة المركزية،
وكانت هذه الوحدة، عاملًا هامًا في نهضة مصر الفرعونية، في شتَا نواحي الحياة.
ثم عمل
الملك مينا، على إجراء إصلاحات إدارية واقتصادية شاملة، في جميع أنحاء مصر؛ وأمر أن
تسير الأمور في كل إقليم، وفق أحكامه وعاداته، وخصص لكلًا من القطرين؛ وزارة وإدارة
مستقلة، إحداهما للشمال، والأخرى للجنوب؛ في حين يرأس الملك بنفسه، جهاز الحكم ويديره
من قصرة.
عصر الملك مينا وإدارة الدولة المصرية
وأعتاد
على زيارة الأقاليم بنفسه؛ وأن يسمع مطالب الشعب ليحققها، وفي رحلته، وصل إلى مقاطعة
سايس؛ واستقبله حاكم المقاطعة في قصرة، وكان من بين بنات حاكم الإقليم؛ بنت تدعى، نبت
حتب، وكانت على قدر عظيم من الجمال والخلق؛ فأعجب بها مينا، وتمنى أن تكون زوجته، فطلب
من والدها حاكم الإقليم، الزواج منها، فوافق وتم الزواج.
وقبل أن
يغادر مينا الشمال، قرر الإبقاء على بعض من قوات الجيش المصري، لحفظ الأمن ومنع الاضطرابات؛
وقرر إنشاء منطقة جديدة، يكون موقعها، بين الشمال والجنوب؛ وتصبح بمثابة مركزًا للقوات
المصرية، ودعا لذلك كبار مهندسية لاستشارتهم في اختيار الموقع المناسب لها؛ وبعد دراستهم
للأمر، وقع اختيارهم على موقع مدينة منف، المسماة حاليًا ميت رهينة.
وقد استلزم
إنشاء هذه المدينة، تحويل مياه النيل المندفعة إلى مجرى أخر؛ وذلك بإقامة سد على مجرى
النهر، وأصبحت المنطقة الجديدة، أول عاصمة للحكومة المصرية الموحدة فيمَا بعد.
لما أطمئن
الملك مينا على بناء مدينته الجديدة، واستتب الأمن في البلاد؛ عاد مع زوجته إلى عاصمة
حكمة القديمة، ودخل مدينة ثنا، في موكب ملكي حافل، وخرجت المدينة تستقبل ابنها البار؛
الذي حقق لمصر وحدتها، وحكم مينا البلاد مدة 62 عام، وحارب خلالها أعداء البلاد؛ وعمل
على الحفاظ على وحدة مصر، وقد بلغ حب المصريين لملكهم مينا، أن تراجع النظام المعهود
العمل به؛ بعزل الملك عندما يبلغ من العمر 50 عام، حتى لا يحكم البلاد إلا الشباب؛
ولكن وفاءً للملك؛ أجمع رأي الشعب، على تجديد مدة حكم الملك.
وفاة الملك مينا
عندما
كان الملك مينا في زيارة إلى منف، استغل الفرصة لممارسة هوايته المفضلة، في صيد
الطيور والحيوانات، في مناطق أحراش الدلتا، القريبة من منف، ومعه بعض حراسة، الذي
أغواهم كثرة الصيد.
فتوغلوا في الأحراش؛ وتفرقوا عن الملك مينا، الذي كان يراقب أحد أفراس النهر، يبتلع أحد فرائسه؛ وكان الملك جسورًا شجاعًا رغم كبر سنه، فأخذ يقترب من فرس النهر، شاهرًا رمحه، محاولًا صيده بضربة واحدة؛ لكنه أخطأ الهدف، فهجم علية فرس النهر بوحشية وضراوة، وقتله؛ فأسرع الحرس الملكي إلى مكان الحادث.
ولكن بعد
فوات الأوان؛ ولكنهم قاموا بقتل فرس النهر، ثم نقلوا جثمان الملك إلى قصرة، في مدينة
منف؛ حيث قام الكهنه بتحنيط الجثة وتكفينها، واستمرت عملية التحنيط مدة 70 يوم؛ ثم
وضعوا الجثة في تابوت حجري، نقل إلى إحدى السفن الراسية في الميناء، التي أبحرت بها
إلى عاصمة الملك في الجَنُوب.
وعندما
وصلت الجثة إلى المدينة، حملها الكهنة إلى المعبد، حيث اجتمع الشعب المصري الحزين،
لتوديع ملكهم المحبوب، وبطلهم العظيم؛ مؤسس الدولة المصرية، الوداع الأخير؛ وحكم مصر
من بعده ابنه الملك حور عحا الفرعون الثاني بالأسرة المصرية الملكية الأولى.
لمزيد
من الموضوعات حول مصر القديمة طالع (الملك أحمس الأول)
حسام السيد جمال النجار
كاتب وباحث بالعلوم الاجتماعية والطبيعية
إرسال تعليق