دول وقارات | ماذا سيحدث إذا اتحدت قارات العالم
ماذا لو، اتحدت القارات مع بعضها
يومًا ما، لتكون أرضًا هائلة جديدة؛ لتتمكن من السفر من أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا،
سيرًا علي الأقدام؛ ما هي البلاد التي ستصبح مجاورة لك؛ وهل سيتسبب ذلك بكارثة طبيعية
تعم الكوكب بأكمله، وكم سيستمر وجود مثل هذه البانجيا (القارة العملاقة).
يسلط موقع "موسوعة تثقف"، الضوء على هذا السيناريو الافتراضي؛ عن ماذا سيحدث، إذا تجمعت جميع قارات العالم، لتتحد وتكون قارة واحدة هائلة، كما كانت قارة (بانجيا) السابقة، قبل 370 مليون عام؟ في هذه السطور الأتية.
الصفائح التكتونية وحركة القارات
هل تعلم أن الأرض أسفلك تتحرك
في هذه الثانية، ويعود ذلك، إلى أن القارات السبع، تتموضع علي الصفائح التكتونية،
التي شكلها انقسام القشرة الأرضية, وتطفوا هذه الصفائح، علي صخور منصهرة، وتتحرك
بنفس سرعة نموا أظافر الأصابع.
إلا أن التغير، لا يلاحظ، إلا بعد
ملايين السنين من الحركة؛ وفي (الأربعة) مليارات عام ونصف، التي هي عمر الأرض؛ غيرت
قارات العالم مظهرها عدة مرات؛ ففي بعض الأحيان، كانت تندمج معًا وتنسحق تحت بعضها
البعض، وفي أحيان أخري كانت تنقسم.
في وقتنًا الراهن، تتحرك هذه القارات،
نحو اصطدام أخر؛ فماذا لو أسرعت بشكل مفاجئ لتصطدم، مشكلة قارة هائلة جديدة؛ هل يمكنك
أن تستيقظ لتجد نفسك علي حدود المكسيك.
خريطة العالم الجديدة
سيبدو العالم مختلفًا تمامًا عما
أعتدناه, إذا اصطدمت الصفائح في الاتجاه الذي تسلكه الآن؛ لن تكون رِحْلات الطيران
من أستراليَا إلى أسيا أرخص البتة، إذ ستصطدم أستراليَا باليابان، وكوريا والصين، ولن
يفصل المحيط الهادئ القارتين عن بعضهما البعض؛ بعد ذلك، وإن كنت ممن يفضلون المشي؛
ستتمكن من الانتفال من أستراليَا المشمسة، إلى أبرد بقاع الأرض، القارة القطبية الجنوبية
سيرًا علي الأقدام.
كما ستصطدم أمريكا الشِّمالية بإفريقيا
الغربية, وقد يستيقظ سكان نيويورك، ليجدوا الأسود الناميبية، تتجول في السنترال بارك؛
وسيصطدم شمال أفريقيا بأوروبا، وسينتج عن ذلك، قمم جليدية بارتفاع جبال الهيمالايا
علي حدود الصفائح التكتونية؛ فهل تعتقد أن تقضي الجمال يومًا باردًا علي الهضاب الجليدية.
الكوارث الطبيعية والتضاريس
قد تبدو بعض هذه التغيرات مضحكة؛
لكن هناك أيضًا بعد الأخبار السيئة حقًا, حيث سيتحول الجانب الشرقي للأمريكيتين، والجانب
الغربي لأفريقيا وأوروبا، إلى منطقة هزات أرضية خطيرة, وعلاوة علي ذلك، ستكون هذه المناطق
مدمرة، بفعل اندلاعات البراكين المشكلة حديثًا.
وستتحول المنحدرات الخضراء، إلى
جبال مغطاة بالثلوج، تقذف الرماد والحمم البركانية؛ وعلي الأغلب، ستكون قارة البانجيا
الجديدة هذه، قاحلة وحارة؛ بما أن الغيوم ستفقد معظم رطوبتها، قبل أن تقطع مسافة كبيرة،
في قلب هذه الأراضي.
شكل الحياة علي الأرض
ستتمركز هذه القارة العملاقة، عند
خط الاستواء؛ وستصبح الحياة البرية، أقل تنوعًا إذ لن تتحمل جميع الأصناف، درجات الحرارة
العالية؛ لكن وكما كل الاندماجات القارية، التي حدثت سابقًا، لن تدوم إعادة الاتحاد
هذه إلى الأبد؛ حسنا إنها لن تدوم لأكثر من 50 مليون عام، حيث ستطلق الاندفاعات البركانية،
كميات كبيرة من الحمم البركانية والغازات.
وبإضافة الزلازل إلى المعادلة،
ستري الكتل القارية تُجر بعيدًا, وبتأثيرات التيارات الحارة أسفلها، ستتفكك هذه القارة
الهائلة، إلى قارات أصغر، تذهب في حال سبيلها؛ فإذا كانت مجاورة استراليا خيارًا جيدًا،
فلن تشاهد هذا يحدث لأي زمن قريب لسوء الحظ؛ لكن يمكنك أن تتخيل أيضًا، كيف سيبدو العالم
إذا وضعت قطع الأُحْجِيَّة القارية، كلًا في مكانها.
أمنح الكوكب 300 مليون عام،
وستكون هناك قارة عملاقة أخري، وقد منحها الجيولوجيون أسمًا للتو وهي، "بانجيا
الثانية".
إرسال تعليق