ماذا لو | ماذا سيحدث إذا فجرنا قنبلة القيصر النووية في الفضاء
تُعد صورة سحابة الفطر، واحدة من
أكثر المشاهد المعروفة والمرعبة أيضًا، بالرغم من أنخفاض التهديدات النووية خلال العقود
الماضية؛ كان هناك وقت في القرن العشرين، عندما جعل الانبهار والخوف من الأسلحة النووية،
الجميع حول العالم، يقومون بآمور جنونية إلى حدًا ما.
فقد اختبرت دول العالم التي امتلكت
أسلحة نووية علي رأسهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، هذه الأسلحة تحت الماء،
وفي الجبال، وفي الجو، وحتي في الفضاء؛ وربما يمكننا تخيل، كيف سيكون شكل هذه الانفجارات،
وماذا سيكون أثرها؛ لكن ماذا عن الانفجار الأخير، ماذا يمكن أن يحدث فعلًا إذا انفجرت
قنبلة نووية في الفضاء.
يقدم موقع "موسوعة تثقف" في هذا المقال البحثي الصغير، بعض التصورات والفرضيات، التي من الممكن أن تنتج في حاله تفجير أقوى القنابل النووية في الفضاء، في هذه السطور الأتية.
تجرِبة Starfish Prim
لقد كانت تجرِبة (Starfish
Prime) أقوي أنفجار نووي في التاريخ 1962, حيث قامت
حكومة الولايات المتحدة، بإطلاق قنبلة بحجم 1.4 ميغاطن من جوستون إيسلاند، وتم تفجيرها
من على أرتفاع 400 كيلومترًا من المحيط الهادي، أي ما يقارب أرتفاع مدار محطة الفضاء
الدولية اليوم.
تأثير تجرِبة Starfish Prime
ولد الانفجار، كرة نار ضخمة، وخلق
الانفجار، طاقة تسمي بالنبضة الكهرومغناطيسية، التي امتدت إلى 1000 كيلومترًا؛ والنبضات
الكهرومغناطيسية يمكن أن تسبب طاقة، تندفع بقوة هائلة، التي يمكنها أن تتلف المُعِدَّات
الإلكترونية.
وهذا بالضبط ما حدث لهذه التجربة،
ففي هاواي؛ صارت أضواء الشموع المظلمة، وتعطلت الهواتف، وانقطعت أنظمة الملاحة والرادار؛
فضلًا على الأقمار الاصطناعية الستة التي تعطلت؛ وكل هذا من قنبلة حجمها 1.4 ميغاطن.
قنبلة القيصر
قنبلة القيصر، هي أكبر قنبلة نووية
تم تفجيرها علي الإطلاق، التي كان حجمها 50 ميغاطن؛ إذًا ما الذي سيحدث إذا فجرناها
أعلي الولايات المتحدة؛ في البداية يجب أن تعلم أنه لا يوجد غلاف جوي في الفضاء؛ لذا
لن يكون هناك سحابة علي شكل فطر، ولن يكون هناك موجة انفجارية ضخمة، ولا دمار شامل.
تأثير تجرِبة القيصر
ستنتج كرة نارية معمية، حجمها
4 أضعاف كرة النارية بتجربة Starfish Prime وإذا نظرت إلى كرة النار مباشرة في أول 10 ثواني من أنفجارها،
يمكن أن تسبب لك الضرر الدائم في أعيونك.
حتي الأقمار الاصطناعية، لن تكون
بأمان؛ فالإشعاع من الانفجار، سيعطل الدوائر الكهربائية لمئات من الأجهزة التي تكون
في مدار قريب من الأرض، بما يشمل أقمار الاتصالات، وأقمار التجسس العسكري، وحتي التلسكوبات
الفلكية، مثل مسبار هابل.
بالإضافة إلى أن، رواد الفضاء الموجودين
في محطة الفضاء الدولية، قد يكونوا عرضة للخطر من التسمم الإشعاعي, أما الأرض فستكون
علي ما يرام، لأن الانفجار سيكون بعيدًا بما يكفي عن الأرض, وطاقة الإشعاع العالية
لن تصل إلينا ولكن لا تكن سعيدًا بالنهاية.
الموجات الكهرومغناطيسية
هل تتذكر الموجات الكهرومغناطيسية
من تجرِبة (Starfish Prime)، الموجة الكهرومغناطيسية هذه المرة؛ ستغطي تقريبًا ثلث الولايات المتحدة
بالكامل, وشبكات الطاقة المحلية والإلكترونيات، ستتعطل بسرعة كبيرة جدًا، وملايين من
الأمريكيين سيقطع عنهم الكهرباء ساعات أو حتى أيامًا.
لكن هناك أشياء جميلة أيضًا، فعندما
يتفاعل الإشعاع مع الأكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي؛ سينشئ من جرّاءِ ذلك، شفق
مذهل بالقرب من موقع التفجير، والذي سيستمر أيامًا.
لكن أطمئنوا؛ فهذا السيناريو حاليًا،
من المستحيل حدوثة، لماذا لأنه ببساطة القنابل النووية الحرارية مثل قنبلة القيصر لم
تعد موجودة الآن, وحتي لو كانت موجودة فهذه القنبلة تزن حوالي 27 ألف كيلوغرام، وهناك
أثنين فقط من الصواريخ التي تعمل يمكنها تحمل أشياء بهذا الثقل للفضاء في المكان الذي
ذكرناه؛ لذا نحن أمنين منها علي أي حال.
إرسال تعليق