كوكب عطارد 1 .. الكوكب الأصغر والأقرب إلى الشمس
كوكب عطارد
1 هو أصغر الكواكب في النظام الشمسي، وأقربهم إلى الشمس؛ وحتى اليوم، المعلومات المتوفرة
حول كوكب عطارد، قليلة نسبيًا، إذ إن التلسكوبات الأرضية، لم تكشف سوى الأجزاء الهلالية
من سطح كوكب عطارد.
وكان أول
مسبارًا فضائيًا ذار كوكب عطار، هو مارينر 10، الذي رسم خرائط بحوالي 45% من سطحه،
في عام 1974م؛ أما الرحلة الثانية، فكانت بواسطة المسبار ماسنجر، الذي أضاف 30% من
الخرائط لهذا الكوكب، عندما مر بالقرب منه، في 14 من كانون الثاني/ يناير عام 2008م.
يسلط موقع "موسوعة تثقف"، ضمن سلسلة مقالات؛ أجرام المجموعة الشمسية، الضوء على؛ كوكب عطار، الكوكب الأول في النظام الشمسي، والأقرب إلى الشمس؛ في هذه السطور الأتية.
كوكب عطارد 1 .. تاريخ الرصد والتسمية
بحسب موقع ويكيبيديا؛ فقد عرف الإغريق في زمن هسيود، كوكب عطارد؛ وقد أطلقوا علية اسم، ستيلبون،
ظنًا منهم أنه عبارة عن جرمين سماويين منفصلين؛ وفي وقت لاحق، أعطوه اسم، أبولو؛ عندما
يكون مرئيًا في الفجر، وهرميز عندما يكون مرئيًا في الغسق.
وفي القرن
الرابع قبل الميلاد؛ أدرك الفلكيون الإغريق، أن الجسمين يعودان لجرم سماوي واحد، وأطلق
الرومان فيمَا بعد اسم، ميركوري على الكوكب الذي يقابل الإله هرميز عند الإغريق، وذلك
لأنه يتحرك في السماء، أسرع من أي كوكب أخر.
وكوكب
عطارد، هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية، وأقربها إلى الشمس؛ وقد أطلق العرب على هذا
الكوكب تسميه عطارد، وأصل الاسم، طرد أو طارد ومطرد، أي المتتابع في سيرة، وأيضًا سريع
الجري؛ ومن هنا، أصبح اسم الكوكب عطارد، الذي يرمز للسرعة الكبيرة لدوران الكوكب حول
الشمس.
تأخر العلماء
في اكتشاف كوكب عطارد، وذلك بسبب موقعة، إذ أنه قريبًا من الأفق الغربي، وبالتالي فإن
الغلاف الجوي للأرض، يعمل على امتصاص الضوء الصادر عنه، ويشار إلى أن أول معلومات حصل
عليها الفلكيين عن هذا الكوكب، كانت في العام 1974م، وذلك عندما توجهت المركبة الفضائية
مارينر 10 إلى سطحه لدراسته.
كوكب عطارد 1 .. الدراسات الفيزيائية والرياضية للكوكب
يبلغ قطر
كوكب عطارد؛ حوالي 4880 كيلومترًا، وكتلته 55 من ألف كتله الأرض، ويتم دورته حول الشمس
خلال 88 يومًا أرضيًا؛ ويعتبر كوكب عطارد، الكوكب السائد في فلكي برج الجوزاء، وبرج
العذراء، وفقًا لعلم التنجيم، والذي يصنف ضمن العلوم الزائفة؛ حيث يقال إن تأثيره الفلكي
يكون في أوجه، عندما يمر ضمن هذه الكوكبات.
وتعتبر
مراقبة كوكب عطارد معقدة؛ بسبب قربه من الشمس، حيث يصعب مراقبته بسبب توهجها،
ويمكن مشاهدته لفترة قصيرة، عند الفجر والغسق، ولم يستطع مرصد هابل الفضائي
مشاهدته إطلاقًا حتى الآن، بسبب الإجراءات الوقائية التي تمنع توجيهه بالقرب من الشمس.
ويمكن
رؤية كوكب عطارد من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، بشكل أسهل من رؤيته من النصف
الشمالي؛ كما ويمكن رصد كوكب عطارد من على سطح الأرض، كل 7 سنوات أو نحو ذلك، وهو
يمر أمام الشمس، وتحدث هذه الظاهرة، لأن مدار كوكب عطارد، يميل بمقدار 7 درجات
بمستوي مدار الأرض، وتعرف هذه الظاهرة باسم، ظاهرة العبور.
كان
يعتقد منذ القدم أن كوكب يسمي فولكان، موجودًا بين كوكب عطارد والشمس؛ ولكن
النظرية النسبية، للعالم الشهير ألبرت أينشتاين، قدمت تفسيرًا رياضيًا، لسبب شذوذ
مدار كوكب عطارد، ونفت فكرة وجود كوكب فولكان.
العام
على عطارد يمر بسرعة؛ نظرًا لآنه أقرب كوكب إلى الشمس، فيكمل دورة واحدة حول الشمس،
في 88 يومًا فقط، من أيام الأرض؛ أي إن العام فيه، أقل من 3 شهور أرضية، واليوم على
سطح كوكب عطارد، يساوي 176 يومًا من أيام الأرض، بسبب بطئه في الدوران حول نفسة.
كوكب عطارد 1 .. التركيب والفرضيات العلمية
يحتوي
كوكب عطارد على كَمّيَّة من الحديد، أكبر من أي كوكب أخر في المجموعة الشمسية؛ وقد
اقترحت عدة نظريات لتفسير ذلك، وإحدى أهم النظريات، تعتبر أن تركيب كوكب عطارد الأساسي،
يحوي سليكات معدنية، بشكل مشابه للأحجار النيزكية، والتي يعتقد أنها موجودة بشكل كبير
في النظام الشمسي.
كان لدي
كوكب عطارد في الأيام الأولى بعد تشكله، قبل حوالي 4.5 مليار عام، غلافًا جويًا؛ لكن
وبعد تشكله بوقت قصير، تأكل غلافه الجوي وأختفى، بفعل الرياح الشمسية القوية، التي
تهب عليه باستمرار، نظرًا لقربة الشديد من الشمس.
وعطارد
كوكب صغير جدًا؛ وبسبب هذا، فكتلته أقل بكثير من أن تُكون له غلافًا جويًا ذا شأن،
إضافة إلى أن قربه من الشمس، وحرارته الشديدة؛ تجعل إفلات غلافه الجوي سريعًا وسهلًا،
لكنه وبالرغم من ذلك؛ يملك غلافًا جويًا رقيقًا جدًا.
كوكب عطارد 1 .. أقمار تابعة لكوكب عطارد
علماء
الفلك لم يدركوا أن عطارد كوكب، إلا بعد عام 1543م، عندما أعلن العالم كوبرنيكس،
أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية، وليست الأرض؛ ولا يوجد لكوكب عطارد، أقمارًا
طبيعية، ويعتبر هو وكوكب الزهرة، الكوكبين الوحيدين في النظام الشمسي، اللذان لا يملكان
أي أقمار طبيعية.
وللإجابة
عن سبب الشذوذ هاذين الكوكبين، اقترحت نظرية في منتصف عقد الستينيات من القرن العشرين؛
بأن عطارد كان قمرًا لكوكب الزهرة، وأستطاع الإفلات من مدارة حول الزهرة.
وتجرى
الآن تجارِب عديدة بالمحاكاة بواسطة الحاسوب، للتحقق من هذه الفرضية، وأسباب الهروب
المحتمل؛ بأن يكون فعل قوة المَدّ والجذر بين الكوكبين، قد تسبب في هذا الإفلات، أو
بسبب تباعد مدارين الكوكبين عن بعضهما البعض.
لمزيد
من الموضوعات عن علم الفلك طالع (الشمس النجم صاحب 4.5 مليار عام .. حقائق مدهشة لا
تعرفها عن الشمس | موسوعة تثقف)
إرسال تعليق