كوكب الزهرة 2 .. توأم الأرض الشرير | موسوعة تثقف

كوكب الزهرة 2 .. توأم الأرض الشرير | موسوعة تثقف

كوكب الزهرة 2 .. توأم الأرض الشرير | موسوعة تثقف

كوكب الزهرة 2 .. سادس أكبر كواكب المجموعة الشمسية، من حيث الحجم، والكتلة، وقربة من الأرض؛ وتبلغ مساحة سطح كوكب الزهرة حوالي 460 مليون كيلومترًا مربعًا تقريبًا، ويتميز بجمالة الخاص؛ إذ يُعد الأروع بين الأجرام الموجودة في السماء.

يسلط موقع "موسوعة تثقف"، الضوء على؛ كوكب الزهرة، توأم الأرض الشرير، للتعرف على حقائق جديدة، عن هذا الكوكب؛ في هذه السطور الأتية.

كوكب الزهرة 2 .. تاريخ الرصد في الحضارات القديمة

عرف البشر كوكب الزهرة، منذ عصور ما قبل التاريخ؛ وبحسب موقع ويكيبيديا كان كوكب الزهرة، أحد الكواكب الخمسة، التي عرفت في العصور القديمة، إلى جانب كوكب عطارد والمريخ والمشتري وزحل؛ وتم رصد حركته ودراسته لعدة قرون، قبل أختراع الأدوات الفلكية المتقدمة.

ويُعد البابليين، أول من دونوا عن كوكب الزهرة، منذ حوالي 3 ألف عام، ويشار إلى كوكب الزهرة أيضًا، بشكلًا بارزًا، في السجلات القديمة للحضارة المصرية، والحضارات الأخرى؛ بما في ذلك حضارة الصين، وحضارة الهند والسند، وقد عرف كوكب الزهرة لدي حضارات قديمة، بنجمة الصباح، ونجمة المساء.

علم الفلك لدي الحضارات القديمة

واعتبرت العديد من الحضارات القديمة، أن المشاهدتين الصباحية والمسائية لكوكب الزهرة، تعودان لجرمين مختلفين؛ وينسب تمييز نجمتي الصباح والمساء، على أنهما جرم واحد، إلى الفيلسوف الإغريقي فيثاغورث، وذلك في القرن السادس قبل الميلاد؛ وقد اعتقد أن كوكب الزهرة، يدور حول الأرض.

كان كوكب الزهرة، هامًا أيضًا لدي حضارة المايا؛ الذين أنشئوا رزمانه دينية، وأعتمد جزءً منها، على حركة كوكب الزهرة، لتحديد والتنبؤ بظواهر معينة؛ أبرزها الحرب، كما كان كوكب الزهرة، هامًا لسكان أستراليا الأصليين، حيث كان يجتمع حشدًا منهم، بعد غروب الشمس، بانتظار ظهور كوكب الزهرة، للتعبير عن اتصالهم بمن توفي من أحبتهم.

كوكب الزهرة 2 .. التسمية ودلالاتها ومعالم سطح الكوكب

أطلق أسم فينوس على كوكب الزهرة، نسبه إلى الجمال والحب الروماني؛ أما في اللغة العربية، فقد سماه المسلمون بهذا الاسم، نظرًا للونه، إذ إن الأزهر، هو الأبيض المستنير، والزهرة تعني الحسن والبياض؛ وذلك لكوكن كوكب الزهرة ساطع.

وعلى الرغم من أن أغلب مساحة سطح كوكب الزهرة، تتكون من السهول؛ إلا أنه يحتوي على هضبتين رئيسيتين، وهما هضبة عشار؛ وهضبة أفروديت، فتمتد هضبة عشار في النصف الشمالي من سطح الكوكب، على مساحة تضاهي مساحة أستراليا، كما وأنها تحتوي بين ثناياها، على أعلى قمة على سطح الكوكب بأكمله، وهي قمة جبل ماكسويل.

معالم سطح كوكب الزهرة

وكل المعالم السطحية تقريبًا، سميت نسبه إلى نساء تاريخيات أو أسطوريات، والاستثناءات الوحيدة، هي جبل ماكسويل، المسمي نسبتًا إلى جيمس كلارك ماكسويل؛ عالم الفيزياء البريطاني الشهير، مؤسس النظرية الكهرومغناطيسية، إلى جانب منطقتي ألفا وبيتا.

كوكب الزهرة 2 .. درجة الحرارة والدراسات العلمية

كوكب الزهرة، يُعد أكثر كواكب المجموعة الشمسة سخونه على الإطلاق؛ حيث تتراوح درجة حرارة سطحه، ما بين 438 إلى 480 درجة مئوية؛ وتعتبر هذه الدرجة مرتفعة بما يكفي، لإزابه معدن الرصاص.

تشير الأبحاث العلمية المختصة، إلى أن كوكب الزهرة، كان يحتوي على مياه سائله تواجدت في المحيطات والأنهار، وجدت على سطح الكوكب، قبل ملايين السنين؛ ولكن يرجح أن تلك المسطحات المائية، التي وجدت في ذلك الوقت، قد خلت من أي مظاهر للحياة؛ وذلك نتيجة لارتفاع درجات الحرارة فيها.

صورة تخيلية لكوكب الزهرة قبل حوالي 3 مليارات عام

فيتوقع أن تكون حرارة المياه، قد تراوحت ما بين 93 إلى 150 درجة مئوية، ومع استمرار الارتفاع في تلك الحرارة، وصلت المياه إلى درجة الغليان، مما أسفر عن تبخرها بشكل تام، مع مرور الزمن.

كوكب الزهرة 2 .. المسبارات الفضائية والمعالم الجيولوجية

يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون، معظم الغلاف الجوي لكوكب الزهرة؛ ويحتوي جو الكوكب، على غيوم ذات كثافة كبيرة، تجعل رؤية سطح كوكب الزهرة، أمرًا صعبًا بدون استخدام أجهزة مسح راداري متطورة؛ وقد تم استخدام مثل تلك الأجهزة، من خلال مركبتي الفضاء ماجلان وبايونير.

ولا يقتصر التشابه بين كوكب الزهرة وكوكب الأرض على الصخور الموجودة في كلاهما؛ فهذان الكوكبان، متشابهان من حيث الكتلة والحجم، وأنصاف الأقطار، وكذلك الكثافة؛ لذا فإنه يطلق على كوكب الزهرة اسم توأم الأرض الشرير، بسبب بيئته المختلفة عن بيئة الأرض.

وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، قام الاتحاد السوفيتي، بإطلاق المركبة الفضائية فينيرا 15 التي تُعد أول مركبة فضائية هبطت على سطح كوكب الزهرة، وفي عام 1990م، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بعثة ماجلان؛ واستمرت هذه الرحلة العلمية لمدة 4 أعوام، تم خلالها رسم ما نسبته 98% من شكل سطح الكوكب.

صورة تخيلية لجيولوجيا كوكب الزهرة

ويمتلك كوكب الزهرة عددًا من البراكين، أكبر من أي كوكب أخر في النظام الشمسي، والتي تبلغ أكثر من 1600 بركان، والضغط على كوكب الزهرة أكبر بنحو 90 مرة، من الضغط على كوكب الأرض؛ حيث يساوي الضغط تحت سطح المياه، بعمق نصف ميل.

كوكب الزهرة 2 .. الدراسات الجيوفيزيائية والأقمار التابعة

لا يوجد لكوكب الزهرة أقمارًا طبيعية، ويعتبر هو وكوكب عطارد؛ الكوكبين الوحيدين في النظام الشمسي، الذين لا يمتلكان أقمار، ويعتقد بعض العلماء، أن ذلك بسبب اصطدامه مع كوكب أخر، أدي إلى تدمير أقماره، ويعتقد العلماء ذلك؛ لأنه تعرض لاصطدامين في عمرة.

ويدور كوكب الزهرة حول نفسة بشكل بطئ، ونتيجة لتلك الحركة؛ يتكون مجالًا مغناطيسيًا ضعيفًا جدًا، مقارنه بالمجال المغناطيسي الخاص بكوكب الأرض، فعلى الرغم من تشابه حجم كوكب الأرض بحجم كوكب الزهرة، وعلى الرغم من تشابه حجم اللوب المكون من الحديد والنيكل، لكلًا من الكوكبين.

المجال المغناطيسي لكوكب الأرض

إلا أن تلك الحركة البطيئة لكوكب الزهرة، جعلت مجاله المغناطيسي، أقل بكثير من المجال المغناطيسي لكوكب الأرض؛ ويدور كوكب الزهرة، بشكلًا مخالفًا للحركة الاعتيادية، لدوران الكواكب الأخرى حول الشمس؛ فهو يدور حول محورة من الشرق إلى الغرب، مثل كوكب أوروانوس، الذي يدور أيضًا حول محورة.

وينشأ اليوم الواحد على كوكب الزهرة، نتيجة لدورة واحد حول نفسه، واليوم على كوكب الزهرة، أطول من سنته؛ حيث أن اليوم علي سطح كوكب الزهرة، يعادل 253 يومًا أرضيًا؛ أما السنه على كوكب الزهرة، فتعادل 225 يومًا أرضيًا، وعلى سطح كوكب الزهرة، تشرق الشمس من المغرب، كما وأنها تغرب من المشرق، على عكس كوكبنا، وباقي كواكب النظام الشمسي.

لمزيد من الموضوعات عن علم الفلك طالع (كوكب عطارد 1 .. الكوكب الأصغر والأقرب إلى الشمس)

حسام السيد جمال النجار

كاتب وباحث بالعلوم الاجتماعية والطبيعية


comments

أحدث أقدم